مع تزايد الحاجة إلى البحث العلمي في المجالات ذات الطابع المكاني، كالبحث في مجالات الموارد الطبيعية، والبحوث الزراعية والمشاريع الهندسية العملاقة، كالطرق والجسور والسكك الحديد والسدود، وكذلك التطبيقات التي تمتلك الطابع المكاني نفسه كالملاحة البحرية والرحلات البرية والمهمات العسكرية وحركة القطعات العسكرية، دعت الحاجة المُلحة إلى تطوير نظم المعلومات المكانية، ومنها نظم المعلومات الجغرافية ونظم الاستشعار عن بعد ونظم تحديد المواقع الأرضية العالمية Global Positioning Systems GPS الذي هو محل اهتمامنا في هذا الكتاب.يعد العراق من البلدان التي يعتمد اقتصادها على الموارد الطبيعية ذات الطابع المكاني، لذا فقد تطور البحث العلمي يوما بعد يوم وأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الجامعات والمؤسسات البحثية أو المؤسسات التنفيذية ذات العلاقة، كما أن اهتمامات تطوير البنية التحتية للبلد بمختلف اتجاهاتها والاهتمامات العسكرية، كلها تعطي للمكان وتحديده وتمثيله على خرائط اهمية قصوى، وبالتالي فقد تطورت نظم المعلومات المكانية بشكل كبير ومتلاحق، وهذا قد ينطبق على معظم البلدان العربية.واكب هذا التطور تطور كبير في نوع البيانات التي تنتُجها وكالات الفضاء العالمية في مجالات استكشاف الأرض ومواردها، وما رافق ذلك من تطور في البرامجيات التي تستخدم في تحليل ومعالجة هذه البيانات، وكان هذا التطور موازيا لتطور آخر في مجال الأجهزة والتقنيات التي تُستخدم في أنتاج البيانات الأرضية وتقديمها للباحث لغرض المعالجة، ومن هذه التقنيات نظم تحديد المواقع الارضية GPS.