إنّ هذه الكتاب الموسوم بـ (مستويات نقد السرد عند عبدالله أبوهيف) يسعى في مقارباته واشتغاله على المستويات السردية القصصية والروائية ومستويات نقد النقد على حدِ سواء إلى تناول موضوع السرد بآلياته النقدية على الرغم مما يحمله من سعة وتشعب، وهو الأداة الأولى والرئيسة في الأدب القصصي والروائي، وهذه الأداة هي التي تميز الأدب القصصي والروائي عموماً من غيره من الأنواع الأدبية الأخرى من خلال الوقوف على تقاناته ووظائفه وأنساقه البنائية وأساليبه، فضلاً على أن المستويات النقدية السردية هنا ترصد الجهد النقدي عند شخصية مهمة من الشخصيات التي كان لها وما يزال حضورٌ مهمٌ على الساحة الإبداعية النقدية، إذ يتجلى ذلك الحضور من خلال المنجز الإبداعي والنقدي للناقد عبدالله أبوهيف، وهو ما يتضح عند الاشتغال على مقارباته النقدية في مختلف المستويات.أما عن اختيارنا للموضوع فكانت له مبرراتُه ومسوغاتُه التي من بينها محاولة دراسة السرد القصصي أو الروائي في تجلياته النقدية، إذ يسـتند في أساسـه إلى مجموعة من القواعد التي يفترضها فعل القص ويساعد في كشف جوهر النص، إذ يتطلب ذلك استحضار سلسلة من العمليات الإجرائية من أجل الكشف عن طبيعة النص السردي من حيث بناؤه وتوزيع أحداثه الزمانية والمكانية، يضاف إلى ذلك الاجتهاد في الكشف عن شخصيات النص الذي ينتج من ثَمَّ مفهوماً جمالياً له من خلال مستوياته المحددة التي تعطيه نكهة قرائية خاصة، ومن خلال ترتيب المعادلة التي يقوم عليها السرد بين القارئ والنص.