"إنّ الانتخاب يعدّ وسيلة الديموقراطية النيابية، وعن طريقه يختار الشعب نوابه الذين يمثلونه ويعبرون عن إرادته. وهناك الصورة المثالية للديموقراطية، وهي الديموقراطية المباشرة ، وهناك صورة أخرى شبه المثالية ، وهي الديموقراطية شبه المباشرة ، كما هناك صورة أخرى وهي الديموقراطية النيابية، وهذه الصورة الأخيرة للديموقراطية تفترض وجود هيئة تمثيلية تعبر عن الإرادة الجماعية للشعب.لذلك كانت التعددية الحزبية لها دوراً هاماً ولها أهمية تؤثر سلباً وإيجاباً في النظام الديموقراطي، على اعتبار أنّ الأحزاب تتسابق فيما بينها للوصول إلى دفة السلطةـ ولكلّ حزب أيدلوجية وفلسفة ومشروع وطني يحاول ترجمته على أرض الواقع بمناهج سياسية معينة إلى مبتغاه، كما لا يخفى ما للنظام الديموقراطي من أهمية باعتباره أحلام الشعوب والمبتغى التي ناضل من أجلها الثوار والمفكرون، ولكن ما تجدر إليه الإشارة إلى أنّ الديموقراطية ليست نظاماً كما هو معروف، إنما هي فكرة قد يصل إليه النظام المتبنى في هذه الدولة أو تلك، كما تختلف الأنظمة السياسية في اختيار رئيس الدولة، فمنها ما يتم اختياره عن طريق الانتخاب، ومنها عن طريق الوراثة، كما كان للأحزاب دوراً في اختيار رئيس الدولة.وتبعاً لذلك سوف نتناول موضوعات أساسية هي:الفصل الأول : هو اختيار رئيس الدولة في الأنظمة الدستورية.أما الفصل الثاني : فإنه سيكون مخصصاً لمبدأ التعددية الحزبية وأثره على النظام السياسي.بينما سيكون الفصل الثالث : على ضرورة الانتماء الحزبي وأثره على حرية الترشيح لمنصب رئيس الدولة."