لا تسأَلني لماذا أَحببتها

ebook

By أحمد السعيد مراد

cover image of لا تسأَلني لماذا أَحببتها

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

" تألَّقت أشعةُ شمس الصَّباح لهذا اليوم ببريقٍ ذهبيٍّ أخَّاذٍ، مقتحمةً برودته لتبُثَّ دفئًا مُنعشًا بالأجساد انعكس على نشاط السَّائرين بخطواتهم الواسعة، وتبسُّم الجالسين المتلذذين بالخِدرِ الجميلِ على إثره، وعزفت زقزقةُ العصافير النَّغمة المطلوبة للسِّيمفونية اللائقة بهذا المبنى اللامع بلونه الأبيض وطوابقه الثلاثة بشُرُفاته الواسعة، وحُجُراته عالية السَّقف، وطُرُقاته النَّظيفة، وتطوَّقته الأشجار بشكلٍ شبه كامل لِتَجذبَ إليه مختلفَ الطُّيور الحرَّة، لترفرفَ حوله بسعادةٍ، منشدة بأصواتها لحنًا للطَّبيعة التي تمنحه لمسةَ الجمالِ الرَّبانيِّ الخالدة.وبلمعانها الدائم كانت اللافتة العريضة والأنيقة بحروف ذهبية بارزة مكتوبًا عليها «مستشفى الصَّباح الخاص لعلاج وجراحة الأورام».ومن بين الرّدهات الأنيقة، وفي قاعة الاجتماعات، وكما تعوَّد طاقم قسم الجراحة في بداية كلِّ صباح، أن يبدأ يومهم بمناقشة جميع الحالات المرضيَّة المحتجزة قبل اتِّخاذ أي إجراءٍ علاجيٍّ أو جراحيٍّ معها، حتى لا ينفرد طبيبٌ بقرارٍ قد يصيبه القصور أو ضعف الخبرة، بالرغم من أن اختيار طاقم العمل بها تمَّ بعناية وصرامة شديدتين، وكان ذلك بإشراف الدكتور «محمد سعداوي» المساهم الرئيسي ورئيس مجلس إدارة المستشفى، كانت رائحة القهوة النفَّاذة تتسرَّب إلى أركان الغرفة المميزة بطاولتها البيضاوية الكبيرة، ومقاعدها السوداء الوثيرة، وعند الحائط الرئيسي المقابل لها يقف الدكتور سعداوي أمام كشَّافٍ ضوئيٍّ عريضٍ مخصصٍ لاستعراض الأشعة الطبية، ومعلق به ثلاث لوحات من الآشعات المقطعية لمخِّ أحدهم،"

لا تسأَلني لماذا أَحببتها