العنوانُ الذي وجدنا أنّ بوسعه الإجابةَ على أسئلة قاسم توفيق الروائية بقوّة وشمول وإحاطة ودقّة هو ((فلسفة السرد))، عنوان نحسبُ أنّه يحيلُ على جملة فصوله بانتماء عمليّ أصيل ويستوعبها ويتمثّل معطياتها ورؤياتها وتفاصيلها، والمقصود بالعنونة (فلسفة السرد) هنا توجُّهُ الكتاب نحو خصوصية التشكيل السرديّ في مدوّنة قاسم توفيق الروائية، أي الطريقة التي يؤلّفُ فيها حراكَه السرديّ ويؤسسُ فيها نموذجَه الروائيّ على مستوى اللغة الروائية والصنعة الروائية والمقولة الروائية، وإذا كان لكلّ كاتب نوعيّ عموماً، وروائيّ خصوصاً، فلسفته الخاصة في بناء فضائه الكتابيّ، ومعماره الروائيّ، فإنّ لقاسم توفيق فلسفته الكتابية الخاصة في السرد الروائيّ أيضاً، وهو ما نأملُ الكشفُ عنه في مقاربتنا لتحليل ديناميات التشكيل الروائيّ في مفاصل تجربته. ونحسبُ أنّ عنوانَ (فلسفة السرد) على هذا النحو جاء مناسباً لتجربته الروائية على صعيد اللغة ونظم الصوغ السرديّ والمقصدية السردية والثقافية، ونحسبُ أيضاً أنّ فصولَ الكتاب اجتهدتْ في استيعاب طاقة الفلسفة السردية في الروايات وتحليل رؤيتها على نحو يطالُ أهمَ الفواعل السردية الدينامية في التجربة، بما يمكنُ أنْ تجيبَ عليه أسئلةُ السرد في هذه التجربة الروائية الغنية.