في البادية الأردنية الأصيلة تنتشر عشائر وقبائل بدو بئر السبع على امتداد الاراضى الأردنية من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها حاملة معها تاريخ الاردن وبلاد الشام وشبه الجزيرة العربيه والعراق، ولا زالت اسماء رجالاتها راسخة في نواة التاريخ العربي بالمنطقة وهم من أسهموا بصنع تاريخ المنطقة بأجمل ما يكون عليه تاريخ الرجال الاوفياء لوطنهم الذى هاجروا منه ووطنهم الذى استقبلهم وحضنهم وفيه ترعرع ابنائهم وتعلموا وكبروا وساهموا فى نهضته وشاركوا فى بنائه والدفاع عنه بالغالى والثمين، وقد رسخت في المخيلة الجماعية الأردنية ان العباءة البدوية القادمه من بادية بئرالسبع قد اختلط بوحييها وريحها مع العباءة الأردنية التى استضافت واحسنت الضيافه على مر التاريخ الأردني، يوم كانت الجغرافية العربية واحدة من مصر الى الشام فالحجاز فالعراق فالبادية الأردنية ليس بعيدا عن مسقط القلب بئر السبع وباديته في الجنوب الفلسطينى وعندما استحكمت العصابات الصهيونية ارض فلسطين الدين ومسرى النبي فلسطين العرب، هب رجالات بدو بئر السبع فرسانا ومقاتلين جنبا الى جنب مع اخوتهم جنود الجيش العربي في فلسطين لتستقبل بئر السبع المدينه وباديتها الحامية العسكرية للجيش العربي لتمدهم قبائل البدو فى بئر السبع بالجنود والمقاتلين ليكونوا قوة مساندة للجيش العربي، وليخوضوا معاركهم الشرسة جنبا الى جنب مع العدو الصهيوني ليس لأجل ضفتي النهر شرقيه وغربيه بل من اجل الامة العربيه ويُجمع راوة التاريخ بأن تواجد ابناء قبائل وعشائر بدو بئر السبع على جغرافيا ضفتي نهر الاردن لم تكن بفعل النكبة وقد سكنوا الاردن كما سكنوا فلسطين، وان حالت الحدود البغيضة دون ترحالهم المتواتر بين الاردن وفلسطين، ليتوحدوا في نسيجهم الاردني ابناء هذا الوطن وهذا الثرى، ولتسنح لهم فرصة مجابهة العدو الصهيوني ثانية في معركة الكرامة ليعيدوا الكرة ثانية وقوفا جنبا الى جنب مــع جنــود وظباط الجيــش العربــــي، ليكون يوم معركة الكرامة ليس حدثا ونصرا تاريخيا فحسب، بل عنوانا بارزا للحمة ابناء قبائل وعشائر بدو بئر السبع تحية اجلال واكبار لروح شهداء معركة الكرامه تحيـــة الشمــوخ للشهداء الأبرار الذين قدموا في جميع معارك الجيش العربي الباسل ارواحهم قربانا للوطن الغالي كي تنعم الاجيال من بعدهم بالطمأنينة والكرامة والامن والاستقرار والسلام .