
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
إذا كان طرح الوجودية في أن الموت هو أهم الأفكار أو الإشكاليات التي يجب أن يتوقف عندها العقل البشري، كفكرة ورؤية، فإن هذه الإشكالية مازالت قائمة وفي أبشع صور قهرها وإذلالها، كما في صور المجاعات في أفريقيا، وحروب تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وحرب احتلال العراق.. ماذا قدمت الفلسفة من حلول لهذه الإشكالية؟ التفسيرات الضبابية أم صور القداديس والصلوات، التي لا يعنيها إذا ما كان من تتلى عليه قد مات كالحيوانات أم كالبشر؟ وبإستعارة من نيكوس كزنتزاكي: ماذا ستعني القداديس والصلوات والتابوت المنجد بالحرير عندما ينهار الكيان الزوربوي (نسبة إلى إسم بطل روايته زوربا اليوناني)؟إنسان القرن الواحد والعشرين، والذي فعلا يعاني من عجز الفلسفة أكثر من الأجيال السابقة، بات يصرخ: بعد أن صيرني التقدم العلمي روبوطا مقموعا في النهار، وإلى عود قصب فارغ في الليل، وأبيت كل ليلة مهددا بالكسر، دعوني أموت كالبشر على حافة نهر ووسط الأشجار لأني بت لا أعرف نفسي... وأظن أني ولدت لكي أعرفها أكثر من كل شيء... ببساطة لأني أحتاجها أكثر من الهاتف النقال والطيارة والسيارة وناطحة السحاب وأنظمة المراقبة الحديثة وأحدث الخرائط، لأني سأموت فيها!