لم أقم بشيءٍ يذكر ليخلد إسمي بين الناس. مشيت دائماً تحت الظل راضياً وقنوعاً أهادن القطيع الآدمي في صمت، ولكن عقلي رفض المسلمات القطيعية، وظلت الظنون تساورني في وجودي، وفي القيم الموروثة، وفي طقوس العبادات العبثية على اختلاف مشاربها. رأيت أن كثيراً من هؤلاء الذين قادوا القطيع الآدمي ورفعوا ذكراهم بين العباد، تسببوا عن قصد وعن غير قصد في هلاك الأبرياء باسم الرب أو الوطنية أو غيرهما، وربما آثار جنون عظمة بعض الرجال لا زالت تؤدي بحياة الناس حتى الساعة، وسوف يقتل المزيد من البشر لأجل نصرة مدعي السلطة الدينية أوالدنيوية، إلى أن يتخلص العقل من التبعية، ومن الفكر الخرافي. كما رفضت ممارسة السياسة رغم أنني كافحت في سبيل استقلال وطني وعرضت حياتي للخطر. وزهدت في المال واعتقدت دائماً بأن السعادة مطلب كل حي عاقل. وبعد أن تعبت من البحث والتفكير وقفت لا أدري ومشيت مع الحب عقيدة. صحيح الحياة فانية قصيرة أيامها وتافهة غاياتها، ولذلك اتخذت الحب ديناً وغاية فعشت أغرب حب وأحببت أكثر من حبيبة.