قامت الدراسة الراهنة على فرضية أساسية مفادها : أن ما يقدمه الخطاب الصحفى عن العلاقات الأسرية وما يتضمنه الخطاب من وصف وتصوير وتأطير لما يقدمه، يشكل صورة عن العلاقات الأسرية، صورة للواقع وليست الواقع، مهام اقتربت منه أو ابتعدت عنه، تؤثر هذه الصورة على رؤية الشباب للواقع، وتتأثر اتجاهات الشباب نحو الأسرة تبعا لهذه الرؤية، ويسلكون فى الواقع بتأثير رؤيتهم واتجاهاتهم هذه، وقد قامت الدراسة بمحاولة علمية للتحقق من هذه الفرضية، وحدود ومدى تحققها من عدمه، بهدف رصد دور الصحافة فى هذا الصدد لنقده وتقييمه والخروج بنتائج ومؤشرات لدعم وتطوير دور الصحافة إيجابيا بما يخدم المسئولية الاجتماعية للصحافة، والخروج برؤية بديلة يمكن توظيفها فى إطار هذا الدور لتعديل اتجاهات وسلوكيات الشباب المصري، وتنقسم الدراسة إلى ثلاثة فصول، ويستعرض الفصل الأول التغيرات والتحولات المتعددة التى لحقت مبؤسسة الأسرة وخصائصها وعلاقاتها المختلفة فى المجتمع المصرى المعاصر مقارنة بالمجتمعات الأخرى ذات السياقات الثقافية المختلفة لبلورة رؤية متكاملة للظاهرة المدروسة وأبعادها ومتغيراتها، وتوفير مداخل الفهم والتفسير، ويتضمن الفصل الثاني تحليل الخطاب الصحفى لرصد صورة العلاقات الأسرية فى الصحافة المصرية، وتحليل ملامح ومكونات هذه الصورة ورصد سمات الخطاب ودوره فى تشكيل هذه الصورة، بينما يتضمن الفصل الثالث تأثير هذه الصورة على اتجاهات الشباب نحو الأسرة وجوانب ومتغيرات هذا التأثر.