هو شاعر سياسيّ يلتزم بقضايا وطنه وأمته، بالإضافة إلى أنّه شاعر قوميّ من ناحية، وشاعر متمرد من ناحية ثانية، ولا شكّ أنّ قوميته مرتبطة بحقيقة أنّه كتب شعره متأثرا بالمدّ القوميّ المتصاعد في عصره، وبأنّه ظلّ وفيّا لفكرة الوحدة العربيّة، مؤمنا بها ومدركا للدور الذي يمكن أن يقوم به العرب عند اتّحادهم، ولذلك كان تمرده الدّائم على مجتمعه مبعثه الرّغبة في أن يظلّ هذا المجتمع محافظا على هويته القوميّة بكل ما تحمله هذه الهويّة من أفكار الحريّة والعدالة والوحدة. وتدور الاتجاهات التي يتضمنها شعره حول ضيقه بالحياة الحديثة الزّائفة لمجتمعه الذي يتباعد عن تحقيق أحلامه، وحول إحساسه بالغربة في هذا المجتمع، وهو ضيق وإحساس يحملان على الرّغبة في الرّحيل عن العالم الواقعي والبحث عن عالم مثالي. وقد اقتضت طبيعة العمل إلى تقسيم هذا الكتاب إلى: مدخل: تحدثت فيه عن ولادة الشّاعر، وعن أسرته، وأساتذته، والمؤثرات الثقافيّة في حياته، ونشاطاته الفكريّة، ووظائفه، وزواجه، وبداياته الشعريّة، وآرائه السياسيّة والنقديّة، وأخيراً، آثاره. وكان قد تبلور فيما سميته ( خالد السّاكت... شاعرا) وقد خصّصت لدراسته التّفصيليّة الفصول الخمسة التالية: الفصل الأول: البعد الاجتماعي، تناولت فيه ثلاث قضايا ظهرت في شعره، هي: الصدق والوفاء، الفقر والجوع، والأمراض الاجتماعيّة، من مثل: التّعصّب، وحب المظاهر، والتّقليد الأعمى، واتّباع الشهوات، والتّلوّن، والخداع والغدر. الفصل الثاني: البعد القومي، تحدّثت فيه عن ثلاث قضايا برزت في شعره، وهي: نقد القوى الطّاغية، ونقد السياسيين الانتهازيين من أبناء الأمّة، والإشادة ببطولات عربيّة. الفصل الثالث: الاغتراب، تناولت فيه معنى الاغتراب، وأسبابه، ومراحله وأشكاله. الفصل الرّابع: الّلغة، تناولت فيه المعجم الشّعري، والّتناص، والأسلوب. الفصل الخامس: الصّورة الفنيّة، تحدّثت فيه عن الصّورة الشّعريّة، من حيث، مفهومها، وأنماطها، ومصادرها.