انفضّ مجلس المحكمة التي نظرت في أمري وأمر صاحبي بعد أن قضى كبير قضاتها بابعاد كلّ منّا إلى ناحية من ذلك العالم حتّى ينقطع رجاؤنا في اللّقاء قبل موعد الحشر المبين، حين حانت منّي الالتفاتة الأخيرة رمقني صاحبي عمران عبد الخالق بنظرة غريبة قلت -وداعا ... إلى حين قال-وداعا كان منفاي لزجا كأنّما هو الهلام كلّما حاولت أتملّص منه زدت به التصاقا فلم يكن هناك أرض أو سماء إنّما هو امتداد لا بدء له ولا منتهى ،أمّا حارسي فقد كان كائنا عملاقا أراه أينما طوّفت ببصري كأنّما هو متلفّع بذلك المدى المترامي الذي يحاصرني من جميع الجهات .