جرح بغداد

ebook

By أحمد الصعب

cover image of جرح بغداد

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

من الصعب أن تجمع مقدمة واحدة لمجموعات شعرية مختلفة ولكن هذا قدري لأني من العراق. فهذه المجاميع الشعرية الخمس (ظمئي والرماد، ترانيم المساء، جرح بغداد، نثار اليالي، هوامش على قارعة الطريق)، هي سفر كامل يحتوي على تأريخ بلاداً وغربة وقد يضع القارئ علامات استفهام كثيرة إذا ما تابع قراءة تلك القصائد فهنالك انتقالات واضحة بين المجموعة والأخرى بل في المجموعة نفسها فقد كتب الشاعر في كافة أطياف اللون الشعري فقد كتب القريض (الشعر العمودي) وقد كتب أيضاً القصيدة السردية وكان للبيئة التي عاشها الشاعر دوراً واضحاً في اللون الشعري الذي كتبه كما كان للموضوع أيضاً الأثر في ذلك. أن هذه المجاميع الشعرية تأخذ تتابعاً زمكانياً فقد بدئت كتابتها منذ عقد السبعينات من القرن الماضي ومن المؤلم جداً أن الكثير الكثير من هذه القصائد قد ظلت مبتغاها كتأريخ محترق كما أحترق الكثير من العراق الجريح وقسماً منها أتلفته خوفاً من السلطات وقسماً منها تناثر بسبب الترحال. فقد كانت هناك من تحمل بصمات عروس الفرات (الفلوجة) مدينة الشهداء البررة. وقسم منها تحمل بصمات الموصل جامعتي الأولية وقسم كثير منها حمل عناوين في بغداد ذلك الحلم السرمدي الذي يحلم به كل شاعر وكثير من القصائد تحمل عناوين مدن عربية كثيرة... لأني كنت مرتحلاً ومغترباً داخل وطني وخارجه. وكم كنت أحلم أن أنشر هذه المجاميع منذ زمن بعيد إلا أن الظروف التي عاشها العراقيين عموماً والمبدعين خصوصاً (بين رقيب وبين وضع مادي مر) كان هو الحائل دون ذلك ولو نطق التأريخ لأفصح عن مجاميع شعرية منها (نثار الليالي) التي أرسلتها لتأخذ موافقة وزارة الإعلام قبل الاحتلال فذهبت مع ما ذهب من الوزارة في القصف الوحشي على بغداد وأني وأنا الآن أضع اللمسات الأخيرة على هذه المجاميع الشعرية حالماً بإخراجها إلى الضوء لا أبغي إلا أن أسجل رقماً أو نقطة مضيئة أراد الطغاة أن يطفؤها، وتقديري إلى كل من علمني حرفاً أو علمني شعراً وإلى كل حر آبي في كل مكان وإلى أحرار العراق الذين أبو أن ينام العراق تحت أقدام الغزاة إلى شموس العراق شهداء الفلوجة الأبرار أهدي كل مجهودي وكذلك (أهدي ريع) هذه المجاميع إلى أسر الشهداء الأبطال وأنا صاغراً لهم.

جرح بغداد