لقد كانت تلمسان منذ الفتح الإسلامي مركزا إداريا هاما للمسلمين في المنطقة، و قد أكد طارق بن زياد على مركزية المدينة عندما إتخذها قاعدة خلفية للمسلمين، و بعدما دخلت تلمسان تحت سيطرة الأدارسة في المغرب الأقصى أصبحت تمثل الحد الفاصل بينهم و بين الأغالبة ولاة العباسيين في المنطقة. و قد شهدت تلمسان بعد إنهيار دولة الأدارسة صراعا أمويا فاطميا عليها إستمر أكثر من قرن إلى غاية دخول المدينة تحت السيطرة المرابطية حيث ظلت مركزا مهما بالنسبة لهم، و استمرت المدينة مركزا إداريا هاما حتى بعد دخول الموحدين لها.و على الرغم من حيوية الموضوع و أهميته، و الأدوار البارزة التي قامت بها تلمسان خلال هذه الفترة و التي زادت عن خمسة قرون. فإنه لم يحظ بعناية و إهتمام الباحثين، و دراسته دراسة مستقلة و عميقة، باستثناء بعض المقالات و الرسائل الجامعية و الكتب، و هي تستحق كلها التنويه، لكنها عالجت الموضوع بصورة عامة في سياق الحديث عن تاريخ تلمسان الزيانية و حضارتها، بينما لم تنل تلمسان حقها من البحث الأكاديمي خلال هذه الفترة، و لهذا يمكن إعتبار موضوع بحثي محاولة جديدة في هذا المضمار