يدرك الناظر في القرآن الكريم نجده، يقدّم الدين /أو الإسلام ، كحقيقة غيبيّة مطلقة ثابتة، قادمة من خارج الاجتماع، قابلة للتحليل والفهم. كما يمكنه أن يلاحظ أنّ القرآن الكريم يستعين في الآن نفسه بالمنهج التاريخيّ، فيقدّم بعض الأديان والعقائد الفاسدة، ويؤرّخ للأمم التي سارت على نهجها فحادت عن عقيدة التوحيد، ليضرب لنا الأمثال، ويبرهن أنّها إضافات إنسانيّة على الدين الأصليّ، عبر التاريخ البشريّ،. وعليه فالقرآن الكريم لا يغطّي الأحداث بكلّ تفاصيلها، وإنّما يجتزئ منها الأحداث والخطوط العريضة التي يمكن أن تستخلص منها العبرة أو المغزى وهذا يشير بوضوح إلى أنّ قراءة التاريخ تعطي المؤمنين العبرة وتعلّمهم المنهج الأسلم ليتجنّبوا الوقوع فيما وقعت فيه الأمم السابقة. لذا كانت عناية القرآن الكريم بالتاريخ للأديان والعقائد الأخرى - غير التوحيديّة - منهجا معرفيّا يمنح مساحات كبيرة للتاريخ لكي يتيح للمؤمنين التمييز وأخذ العبر.