ما بعد الحداثة " postmodernism مصطلح معقد ومنظومة من افكار واسعة، ظهرت في الحقل الدرسي خلال العقود الثلاثة الاخيرة من القشرة العشرين، وعرفت بأنها صعبة القبض، عسيرة التعريف، فهي تظهر في مجال واسع من التخصصات بما في ذلك الفن، العمارة، الموسيقى، الادب، السينما، علم الاجتماع، الازياء، التكنولوجيا، والاتصالات، فضلا عن مجالات التسويق والتجارة، وفي قراءة التاريخ، القانون، الثقافة، والدين. وقد اسهم في صك مفهوم ما بعد الحداثة مجموعة من الباحثين في مجال النقد الادبي والفلسفة وعلم الاجتماع، ومن بينهم الناقد (ايهاب حسن) الذي يعد من اشهر اقطابها المعتمدين في كتابه (التحول ما بعد الحداثي: مقالات في نظرية ثقافة ما بعد الحداثة) نشره عام 1987. ويعد الفيلسوف الفرنسي (ليوتار) من اصدر المانفستو الخاص لما بعد الحداثة، والذي نعى من خلاله الحداثة في كتابة ذائع الصيت (الوضع ما بعد الحداثي: تقرير عن المعرفة) المنشور عام 1979. وحقيقة، ليست النصوص الجديدة جميعها هي (مابعد حداثية)، ربما تكون حداثية او جديدة، فسمات ما بعد الحداثة ربما وجدت في نصوص اكثر قدما، ولكن ليست الى حد ان يطلق عليها ما بعد حداثية. ولمابعد الحداثة مالها، وعليها ما عليها، كباقي الظواهر والنظريات، آملاً ان يجيب كتابي المتواضع هذا على بعض مما يكن في ذهن المتسائل.