"الجوار ضرورة اجتماعية لازمة , والجوار بحسب طبيعته الجغرافية خط تماس يرتبط به الانسان مع غيره ارتباطاً سلوكياً على مدى الزمن , ومن ثم فأن العلاقات الاجتماعية التي تنشأ في نطاق الجماعة هي بالطبع من اجل التعاون والتعايش معاً . لذلك فأن هناك مضاراً مألوفة قد تحدث بين الجيران لابد من استيعابها وتحملها , واخرى غير مألوفة، ويبدو ان السبب في نشأة هذه المضار, الاختلاف في المزاج والافكار والاديان والمذاهب وحتى الاتجاهات السياسية في بعض الاحيان , بحيث يدخل في هذا الارتباط الميداني كل ماتعارف عليه المجتمع من اختلافات ، ومنازعات سواء أكان ذلك على المستوى العرقي، ام الواقع الاجتماعي ، او الديني ، او المذهبي ، او السياسي، او الاقتصادي .ونتيجة لهذه الخلافات التي من شأنها ان تحدث مضاراً غير مألوفة بين الجوار... تقوم المسؤولية المدنية وهي مدار بحثنا، ومن الجدير بالاشارة ،انناقد لانجد لفكرة الجوار احكاماً وضوابط في المجتمعات البدائية , إذ تقوم على اساس الملكية المشتركة (ملكية القبيلة او العشيرة ) , ومن ثمّ فان الاسرة هي صاحبة الملكية دون سواها , وان لكل اسرة حرية العيش في عزلة عن العائلات المجاورة , حيث كان التلاصق امراً نادراً , واذا ما نشبت نزاعات فأن القوة هي الفيصل الاساسي لحل هذه المنازعات ."