"لقد خلق الله البشر فى هذه الحياة وجعل قلوبهم وعقولهم حرة، إلا أن الإنسان غالبًا ما يأبى إلا أن يكون عبدًا لشهواته، فهو دائمًا ما يسعى للقيود التى تغل حريته التى وهبها الله له، بل ويقتل أخاه من أجل تلك القيود والشهوات..الإنسان ذلك الكائن الذى وهبه الله نعمة العقل والإحساس والحب، ذلك الكائن الذى استغل كل تلك النعم أسوأ استغلال ليحل محل الحب أسوأ المشاعر الإنسانية كالكره والحقد والحسد..وفى صراع الخير والشر فى حياة البشر لا تنتهى الأمور دائمًا بانتصار الخير ولكن أحيانًا ما تكون الغلبة للأذ كى، وهذا لا يعنى أن تستمر الأمور على هذا النحو فسنة الله فى خلقه قضت أن يسود الحق والخير وتسود العدالة الإلهية فى النهاية.. حتى ولو وقفت قوانين البشر عاجزة مغلولة الأيدى.حتى إذا كانت هناك نماذج إنسانية سيئة قد تكون أقرب لمسوخ الشياطين فليس معنى ذلك أنه لا توجد نماذج ربما هى أكثر براءة وملائكية..ولكنها الأقنعة التى تخفى عنا الحقيقة أحيانًا..فقد تخفى الشر فى نفوس البشر لتخبئ ورائها أسوأ الصفات البشرية..وقد تخفى الخير فى النفوس التى تجبرها الظروف على ارتداء قناع القسوة والشدة لتخفى أروع وأنقى الصفات الإنسانية..وفى روايتنا تلك سنرى النوع الأول من تلك ا لأقنعة .. تلك الأقنعة الرائعة التى تخفى ورائها وجوه ربما تنافس فى بشاعتها مسوخ الشياطين..إنها تلك الأقنعة التى سنراها حين تنهار الأخ ق وتغتال القيم .. حين يموت الصدق وتُبرر الخيانة.. حين يجمع الحب أوراقه ليرحل ..حين تطغى الكراهية وتحتل القلوب.. تلك الاقنعة التى سنعيش معها ذلك الكابوس"