شهد القرنان الأخيران نهضة فكريّة ملفتةً في مجال البحث والتنظير في قضيّة حقوق الإنسان، وربّما تُوجِّت تلك المساعي التنظيريّة بالإعلان المعروف بالإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، ولحقته محاولات إسلاميّة أبرزها ما عُرِف بالإعلان الإسلاميّ لحقوق الإنسان الذي خضعت صياغته لنقاشات مستفيضة في إطار منظّمة المؤتمر الإسلاميّ، وأُقِّر أخيراً في القاهرة في الخامس من آب أغسطس لعام 1990، في جلسة لمجلس وزراء خارجيّة الدول المنتمية إلى المنظّمة المذكورة.ولا تخفي بنود الإعلان تأثّرَها بالإعلان العالميّ السالف الذكر، سواءٌ في ذلك موارد الاتفاق وموارد الاختلاف. ولم يقتصر تأثير الموجة الحقوقيّة، على الإعلانات ذات الطابع السياسيّ، بل شملت في تأثيرها بعض المواقف الفكريّة لفقهاء في غرب العالم الإسلاميّ وشرقه. ولا يسعنا الإطالة والتفصيل في هذه العجالة، ونكتفي بالإلماح إلى ما طرحه أحد فقهاء المغرب الإسلاميّ؛ حيث دعا إلى اعتبار الحرّيّة مقصداً من مقاصد الشريعة، يضاف إلى ما اكتُشِف من مقاصدها سابقاً.