تكمن أهمية الكتاب في جدّته وابتكاره، فهو يقوم بدراسة العلاقة بين الحوار الأدبي وهو نشاط أدبي وثقافي معروف في الفضاء الأدبي والثقافي العربي والعالمي، وبين السيرة الذاتية التي تعبر عن تجربة الأديب أو المثقف في الحياة، حيث إنّ متابعة الحوارات الأدبية لأديب معيّن إذا كانت مجموعة في كتاب، وهي تمثل مراحل متنوعة زمنياً من حياته الأدبية، يمكن أن تعطي فكرة واضحة وجلية عن تجربته، إذ سيكون مجموع الحوارات التي أجريت معه قادرة على أن تقدم فكرة أصيلة وواضحة عن سيرته في الحياة والكتابة والإبداع وغيرها.الحوارات التي نحن بصدد دراستها للشاعر والناقد والأكاديمي الأستاذ الدكتور محمد صابر عبيد التي أصدرها الكاتب بعنوان (تحولات الأرجوان)، تضم مجموعة كبيرة من الحوارات التي أجريت معه في الصحف والمجلات من عام 1990 إلى ما بعد 2010 أي على مدى أكثر من عقدين من الزمن، وهي حوارات ثرية وخصبة، وكان فيها الناقد عبيد جريئاً وصريحاً في معظمها، ويمكننا أن نحصل من خلالها على سيرة ذاتية له شبه كاملة، فثمة حديث عن تجربته الحياتية والأدبية والثقافية في الطفولة والشباب والنضج على المستويات كافة: الحياتية الذاتية الشخصية، والأدبية الثقافية العامة، بما يؤهل الكتاب للكشف عن الكثير من التجارب الذاتية والموضوعية التي تمثل حياة الأديب وثقافته ورؤيته ووجهة نظره في الأشياء، ومن هنا تأتي أهمية هذا البحث لكونه بحثا جديداً في ميدان الدراسة الأدبية لم يسبق لباحث أن تناولها بدراسة أكاديمية شاملة تحلل العلاقة بين الحوار الأدبي والسيرة، وبهذه الدراسة حاولنا التوسّع في حدود السيرة الذاتية أكثر من خلال استبطان الحورا الأدبي عبر المراوغة بين فن وآخر.