"لقد بدأ اهتمام الإنسان بالبيئة منذ القدم، حيث انشغل بتأمين حياة وبيئة صحية، تضمن له العيش المناسب دون مشكلات تؤثر على بقائه واستمراره فى إعمار الأرض. وقد ظهر ذلك من خلال آثار أقدم الحضارات، كالحضارة المصرية وحضارة الصين والهند واليونان والرومان، وحضارة بلاد الرافدين العراقية التي ظهرت في الألفية السادسة قبل الميلاد، والتي شملت عدة حضارات، كالحضارة السومرية والأكدية والبابلية والأشورية.ويظهر أعظم ما تجسد في حماية ونظافة البيئة والحفاظ على جمالها، في عظمة العراقيين القدماء التى تعكسها آثار حدائق بابل المعلقة، حيث تعتبر هذه الحدائق إحدى عجائب الدنيا السبع، فقد بناها الملك نبوخذ نصر عام (600) قبل الميلاد، وهو البناء الذى يمثل قدرة الإنسان العراقي على تحدى قوانين الطبيعة، فالماء كان يرتفع إلى أعالي البناء ليسقي الأشجار والزهور والخضراوات والفواكه التي زرعت آنذاك.ومع ما شهدته البشرية من كوارث تلوث بيئية طبيعية خارجة عن إرادة الإنسان، وظهور الثورة الصناعية، والتطور التكنولوجي، وما نتج من مآس إنسانية نتيجة إستخدام الإنسان للأسلحة الفتاكة في الحروب والمنازعات، كإستخدام الطاقة النووية، وهو الأمر الذى تزامن معه نشوء نظام دولي قائم على أيديولوجيات دولية متناحرة, وخلافات سياسية دولية حادة, نتيجة إختلاف الرؤى في الأهداف والنوايا والكيفية في إستخدام هذه الطاقة. وعن إهتمام التشريعات الوطنية بالبيئة، فعلى صعيد الدول الإسكندنافية المشهود لها بتحقيق تقدم كبير فى مجال الاهتمام بالبيئة، التى وصلت في النرويج أن تقيم الحكومة هناك، سجناً صديقاً للبيئة في جزيرة باستوي، حيث يوجد في السجن مولدات طاقة شمسية تلبي إحتياجات السجن، كما يقوم نزلاؤه بدور مهم في حماية البيئة والحفاظ على سلامتها، من خلال زراعة الخضروات والفواكه، للحد من إنبعاثات الكربون والإبقاء على البيئة خالية من التلوث.