التفكير في الثقافات، هو تفكير في الفروقات الحاصلة داخل الثقافة الواحدة ذاتها وفي الفروقات الظاهرة بين الثقافات البشرية بأسئلتها المتعددة، والذي يعد ضرورة معرفية لا غنى عنه لاكتشاف طبائع المجتمعات البشرية. فكل ثقافة إلا وهي جمع ولملمة، وفهم فروقاتها يساعدنا على استيعاب الاختلاف وجعله اتيقة لنا، ويمكّننا من تحديد أساليب عيشنا وأنماط تواصلنا وفهم تصوراتنا لشتى قضايا الوجود بعامة، وهي ضرورة أيضا نابعة من طبيعة الثقافة ومكوناتها ذاتها، والتي تحمل علامات الذات وما هو مشترك حملا متنوعا من دين وفن وعادات وتقاليد وعلم وفلسفة)...( داخل شبكة اجتماعية معقدة، تستوعب كل مستخرج وحركة جديدة، ولعل ماكس فيبر في قوله «الإنسان هو حيوان عالق في شبكة رمزية نسجها بنفسه حول نفسه، وبالتالي صارت هذه الشبكة هي الثقافة » يؤكد أهمية هذه ضرورة ويدعم هذا التوجه. فالثقافة هي مرجع هوياتي ثابت للشعوب، يمتاز بالتنوع والاختلاف والمرونة والتراكمية يتمتع بأدوار حيوية عديدة، وأهمها هو صناعة الامتداد التاريخي المليء بالمنجزات والسير.