يتناول المؤلف هذه القضية من مختلف أطرافها بدءًا من نظرة الغرب الاستعمارية والاستعلائية تجاه الشعوب والدول الإسلامية وتحطيم معتقداتها تمكينا له من زعزعة معوقات حياتها وفرض هيمنته لاستنزاف مواردها وثرواتها. وقد انتهى به التهوين والإنكار لقيمة الدين في حياة الشعوب الإسلامية إلى اختزاله إلى قوى للتخلف والإرهاب والتطرف.ويعرج بعد ذلك إلى ما تعرض له الخطاب الإسلامي - فيما يعرض له داخل شعوبه- من تفسخ بين مختلف الملل والنحل، ومن جماعات متناحرة ومتقاتلة أحيانًا، مما أدى إلى تعدد المذاهب والخلافات في الرؤية والفتوى بين الحلال والحرام. وفي وسط هذه الصراعات، ظهرت جماعات العلمانيين التي تستبعد قضايا الدين عن الاختلاط مع شئون السياسة والحكم.ومن ثم جاءت ضرورة التجديد لحركة الخطاب الديني سواء من داخل مفاهيم وأحكام الخطاب ذاته، ومعها تعدد المواقف إزاء الحضارة الغربية ومنطلقاتها الفكرية والثقافية، وما رافقها من توجه نحو قبلة الفكر والحضارة الغربية، وبين التنكر لها واستغراب لعوالمها وأفكارها وتمجيد لحاضرنا وماضينا.. وتظل سلطة التراث هي منارة الهداية، ومعها الآخر هو العدو، وأن المطلوب هو تجديد ملامح النضال في السعي للمحافظة على التراث وعلى الهوية.ويتناول المؤلف مفاهيم التجديد إسلاميًّا، وما صاحبها من تفسيرات من عودة إلى الماضي النقي أو أحداث الصحوة أو الإحياء أو النهضة. ويعتبر ما ورد في هذه المحاولة لتحديد المفاهيم المتعددة لمفهوم التجديد في الخطاب الإسلامي من أشمل وأمتع ما في هذا الفصل. ويستحق قراءة متأملة وحوارًا جادًّا حول أهميتها في معاركنا الثقافية.وفي الفصل الثاني من الكتاب يأخذ المؤلف بعقلانيته الهادئة في السباحة في محيط التجديد التربوي حيث يشير إلى أن تعليمنا (يقف جامدًا غير قادر على مواجهة التغيرات والتحديات المتلاحقة من حوله، وينتهي بنا إلى تعزيز بعض الظواهر الاجتماعية السلبية، وتزايد حدة مشكلاته.. بما يتنافى ومبدأ تكافؤ الفرص التعليمية).