يعد علم الطقس والمناخ أحد وأهم فروع الجغرافية الطبيعية التي تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على عناصر ومكونات البيئة وما يحيط بها، وقد ارتبط هذا التأثير لعناصر وظواهر الطقس والمناخ بالإنسان منذ أن وجد على سطح الأرض، بالشكل الذي جعل منه والكائنات الحية وغير الحية الأخرى في البيئة ترتبط بعلاقة متينة بعناصره وجودًا ونموًّا وتطورًا، رغم ما أحرزه الإنسان من تقدم علمي وتكنولوجي، فهو خضع ولا يزال وسيبقى خاضعًا للخصائص الطقسية والمناخية.ولا بد من التفريق بين المناخ والطقس، فالمناخ يعطي صورة عامة وشاملة عن حالة الجو في تلك المنطقة المناخية التي تميزها عن غيرها من المناطق عبر فترات زمنية طويلة، فمثلًا يوصف مناخ حوض البحر المتوسط بأنه حار جاف صيفًا، ومعتدل ماطر شتاء، أو يوصف مناخ المنطقة الاستوائية بأنه حار وماطر طوال العام.بينما يعطي الطقس صورة مؤقتة عن حالة الجو التي تتغير تلك المنطقة من حيث الارتفاع والانخفاض في درجات الحرارة، أو سقوط الأمطار، أو هبوب الرياح، وهذا ما ينطبق على وصف النشرة الجوية لمنطقة معينة.فالطقس هو حالة الجو من حيث عناصر المناخ المختلفة لمنطقة محددة لفترة زمنية قصيرة تقدر ببضعة أيام، حيث إن تعريف علم المناخ قديمًا هو العلم الذي يهتم بدراسة العناصر والظواهر الجوية وتأثيرها على الإنسان عن طريق ربطها بالحياة على الأرض، أما حديثًا فإن علم المناخ هو العلم الذي يهتم بدراسة متوسط حالات الجو في مكان ما على مدار السنة ونظام توزيعها الفصلي والشهري.ولقد تناول المؤلف في هذا الكتاب كافة مواضيع الطقس والمناخ، والأسس العامة لدراسة مفاهيمه التطبيقية؛ من تعريفات وخصائص ومحتويات ذات أثر كبير في فهم محتوى موضوع الطقس والمناخ بشكل علمي دقيق وممنهج.