أعمامي اللصوص

ebook

By فيصل عبد الحسن

cover image of أعمامي اللصوص

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today
Libby_app_icon.svg

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

app-store-button-en.svg play-store-badge-en.svg
LibbyDevices.png

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Loading...

بعد أن ضعفت الحكومة المركزية قويت شوكة الأطراف والمدن الصغيرة وقل الأمن في البلاد وأخذت تظهر مجموعات من ميليشيات الحزب الحاكم وبأيديهم بنادق ومسدسات عليها أرقام حكومية بالبوية البيضاء ويأخذون من الأغنياء الإتاوات ويستولون على ما يحمله الفقراء من أمتعة ومال قليل وينهبون أيضاً أوراقهم الشخصية ويتركونهم بعد هذا في العراء الموحش خالين الوفاض لاطمين رؤوسهم بأكفهم ناحبين بأصوات شجية سائلين المولى العزيز الانتقام من القوم الظالمين ، وشاء لي عملي البغيض في إحدى ميليشيات الحزب ذاته في الأطراف وفي هذا الجو الموبوء أن أسافر مرات كثيرة من مكاني النائي قاصداً بغداد قبلة أنظار أهل البلاد وقاضية حاجاتهم ، وأنا أعلم بما حدث ويحدث في هذه العاصمة الواسعة من انعدام للأمن وفقر وخوف وأمراض معدية، وراعني ما راعني في أول سفرة لي على هذا الطريق الصحراوي ارتفاع أجرة النقل التي ارتفعت في فترة قصيرة ومرات كثيرة ، فصار الكثير لا يستطيعون دفعها كاملة ، فاقتعد الفقراء سقوف الحافلات القديمة تحت لفح الهواء الساخن وأشعة الشمس اللاهبة وحرارة الحديد التي لا تُحتمل ، أو الانطراح في المماشي مع الأمتعة بين صفي الكراسي بأجرة مخفضة بالرغم من مهانة الجلوس بين الأقدام والتحديق أسفل الكراسي وتحمل سخونة ولهيب صفيح الأرضية ، وضرب المارّين لرؤوسهم بأطراف الأحذية عند كل محطة تقف فيها الحافلة ، لتتزود بالماء والوقود أو لقضاء حاجة مستعجلة من حاجات ركابها الكثيرين

أعمامي اللصوص