"عالم الجثث الذي يهابه الجميع بلا استثناء وبلا مبرر حتى وإن كان أقرب الناسإليك ريثما تخرج منه الروح تتبدل مشاعرك.. لماذا!! لا تدري سوى أنه في قرارة ذاتكتعلم أن الجسد ما هو إلا وعاء وما كان يجذبك إليه روحه التي كانت ترفرف بينجوانحه.. ضحكاته واختلاجات نفسه وربما دموعه ولكن عند السكون يتوقف كل􀘡شيء ولم يعد هناك 􀘡شيء يعنيك سوى أنك ستفتقد كل 􀘡شيء بغياب الروح.ولكن الدكتور حازم كان مختلفًا لم يكن مهتمًا بالأحياء قط.. آمن أن وراء كلجثة حكاية تحكيها بعد موتها يعيش مع أدواته بحميمية زائدة حتى أنك عندما تراهمعهم تعتقد أنهم أصدقاؤه.. ولم لا، فهم عالمه.. لم يكن محيطه يحوي الكثير..مبضعه وقفازاته ومجهره ومنضدته وأيضًا قلمه وأوراقه.على مدار سنوات عمله لم يكن ليقرر أن يكتب ما رآه ولكنه ذات يوم هز كيانهاستثناء زلزل قواعده.قرر أن يمسك قلمه وأوراقه بعدما أخذ إجازة من عمله لفترة من الزمن ليدونما حدث معه قبيل تلك الاستراحة التي قرر أن تكون في مكان هادئ لا يعلم عنه أحدأغلق هاتفه وجلس في شرفته التي تطل على مياة البحر الهائجة يتأمل أمواجه التيتتلاطم أمامه."