
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
نظرت إليه من خلال أفكاري المشوشة باستغراب ، لم يكن هناك غيري، لا بد وأنه فعل ذلك لينبهني أنه السجان الآمر، وأنني السجين ذو النظرات المتساقطة دوما.. أشار إلي ثانية، لغة الإشارات، هي أكثر اللغات تعقيدا، لأنك لا تجد نفسك إلا أمام آلة، توجهها يد خفية... نهضت متثاقلا، لكني فوجئت به يمسكني من تلابيب سترتي بقبضته الفولاذية، ويجرني بعنف ولكن الجدار الذي طالما لعنته، أوقف زحفي السريع نحو الأرض، نظرت إليه معاتبا، فإذا بنظراته تتشابك على وجهي، و قد تربع على بؤبؤيه وميض غابر ثم اتجه نحو الباب تاركا نظراتي تتكسر على الجدار، ثم خاطبني بنبرة مضطربة، دون أن يلتفت إلي :- زيارة تسارعت الضربات في قلبي، وارتجفت الكلمات بين شفتي، في هذيان محموم: - زيارة؟ زيارة!؟ زيارة ... لا بد.... كدت أرتمي عليه لأعانقه، لكنني طرحت هذه الفكرة جانبا، واندفعت نحو الممر، بكل ما أوتيت من قوة، تاركا إياه ، يعيد الباب، إلى ما كان عليه...تعثرت الأفكار في رأسي، بل تعطلت تماما ، فلم يجد تنقيبي عنها فتيلا، ارتجفت يداي، وأنا أعصر قبضة الباب النحاسية، التي تؤدي إلى قاعة الاستقبال.. لعقت شفتي بلساني، في غمرة ترددي سعلت على إثرها ســلعة خفيفة، لكني لم أجرؤ على فتح الباب، إلا بعد أن قيدت نفسي بالقسم... لعبة صبيانية، لكنها نجحت ...قاعة الاستقبال، واسعة جدا تساقطت بداخلها حزمة من الضوء من خلال النافدة المقضبة بالجدارالأيسر، وقد قسمت طولا بحاجزين، هما من السمك، بحيث يتعذر على الكلمات النفاذ ، إلا بصعوبة ولذلك عجت القاعة بالأصوات المتكسرة على الآذان والحركات العصبية البائسة ...