حين يذكر اسم رفائيل إيتان، تتوارد في الذهن مجموعة لا حصر لها، من المترادفات، يحار المرء بأيها يبدأ! وأين ستنتهي؟ فهي في مجموعاتها صورة مجسمة لوحش كاسر، انفلت من عقاله، وراح عن مكنونات نفسه قتلاً وتدميراً وتنكيلاً، بكل ما هو عربي.أهي هواية؟ أم تنفيس عن عقدة صاحبت مسيرة حياته؟لا هذه، ولا تلك، إنها الصفات التي تلتصق بالصهاينة، لا يحيدون عنها قيد أنملة... مع فارق بسيط، هو أنه الأكثر وقاحة...إن مَن يتسنى له مطالعة تصريحات إيتان، يحسّ أنه أمام رجل تطاول على التاريخ، وداس كل القيم والمبادىء، ونحّى جانباً كل معاني الخلق...فالعرب عنده، «صراصير في زجاجة» ينبغي أن يلفظوا من «أرض إسرائيل الكاملة»، التي لم تخطط حدودها بعد...وحين يتباهى الجنرال إيتان، بماضيه العسكري، ترتسم أمام ناظريه وفي مخيلته، لوحات مخضبة بالدماء العربية، التي أراقتها يداه، وتتمثل أمامه أكداس الجثث العربية التي أزهق أرواحها.. دونما إحساس بوخزة ضمير...أنه يفخر بكونه ثالث اثنين خططوا ونفذوا دمار لبنان، وقتل الأبرياء من أبناء فلسطين ولبنان، في القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية.ولأنه كذلك، فهو لا يؤمن بالسلام، بل إنه ينسخ كلمة «السلام»، من قاموسه الصهيوني، المليء بالحقد والكراهية شأنه في ذلك شأن حزبه «هتحيا» الضالع في العنصرية البغيضة..