"يعد مجال التصميم للأزياء مجالا شديد التميز، فالأزياء تحتك بالإنسان بشكل مباشر من خلال الحاجة لستر الجسد وحمايته، الا أن التصميم في مجال الأزياء تعدى ذلك عبر العصور المختلفة، فنجد الأزياء قديما بما تحمله من دلالات تشير للطبقات المختلفة كالسلطان او الحاشية او العامة، ثم بدأت تنتقل وتتنوع من مرحلة لأخرى عبر فترات زمنية مختلفة متأثرة علميا ووظيفيا وفنيا بالتطور الذي يشهده الانسان ذاته، فخرج علينا مصممين بأزياء غير تقليدية بأشكال متنوعة فمنها من يقدم توظيفا جديدا غير مسبوق لخامة تقليدية، ومنها من يوظف خامات أثمر عنها التقدم العلمي في مجالات النسيج أو الاتصالات وغيرها، ومنها من تعامل معها كأحد الوسائط لنقل أفكار ومعاني وفلسفات خاصة، أي أن التصميم بدأ ثورة من التنوع من نواحي شتى.وكما أن لكل تصميم جانب علمي ووظيفي، فان الجانب الفني أيضا يلعب دورا كبيرا كأحد معايير نجاح التصميم، لم تعد جماليات الزي هي مدى القدرة على اختيار وتوزيع المساحات والخامات والألوان والأسس الفنية المتبعة في التصميم بل ان الأزياء أصبحت أيضا تحمل دلالات ورموز تعبيرية مثلها مثل الفنون الأخرى لتصبح بذلك وسيط بين الفكر والمجتمع تتأثر به وتؤثر فيه."