يترك شقته مترجلًا بين ميادين وشوارع القاهرة... بينما يسير تقف سيارة أمامه... ويقوم قائدها بتوبيخه... يابني خللي بالك... ثم استوقفته قدماه وأهدته حيث المقابر... وأمام أحدها يستقر نظره للافتة مكتوب عليها المعلم محمود... ذلك الإنسان ذو الهيمنة، ويسترجع بذاكرته متسائلاً كيف كان يعيش أحد فتوات الحسينية، ذلك الحي العريق، مستعرضًا عضلاته وقوته حال حياته، ثم يترجل مرة أخرى لتستوقفه قدماه أمام لافتة أخرى تحمل اسم المستشار... رئيس محكمة الجنايات متخيلًا إياها... حال حياته عندما يستقل سيارته وتتوقف أمام باب المحكمة... يسعى إليه حارسه الخاص مهرولًا تجاهه، يؤدي له التحية... سابقًا خطواته وسع طريق إلى أن يجلس على المنصة... بين مستشاريه، وينطق بالحكم بالإعدام... وأخيرًا يستقر نظره على مأذنة ينبعث منها أذان... الله أكبر... وحين ذلك يعلم أنه لا محال من الرضا بقضاء الله.