
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
"كم كنت أتمنى أن يكون صباحاً شتوياً بارداً, أن أكون تحت برج إيفيل وأنا أذكرك والأرض مغطاة بالثلوج كأنها تحتفل بنقاء ذكراك, لكنه كان صباحاً حاراً صامتاً وحيداً, في أكثر البلدان حرارة. ورغم ذلك فقد هاجمتني ذكراك واقتحمتني ملامحك, ودق في قلبي ناقوس الأنين والحنين. أذكر كل ما فيك.. أولك وآخرك... أنهيت دراستي الثانوية بتفوق كعادتي. هكذا أنا, أحقق لمن حولي ما يريدونه مني, أعطيهم ما يأملون. فقد كان أمل والداي أن أتفوق لألقب بـ(الدكتورة). وهذا ما فعلته. تخصصت بالطب, وأرسلوني إلى مصر لأنهي دراستي الجامعية. وفي أول عام كما تحلم كل فتاة, صادفت فارس أحلامي الأشقر الطويل, عريض المنكبين. حلمي الأول والأخير. أحببته رغما عنه, وتوسطت حياته, فكنت محورها في غضون شهر واحد, بعد أن كان يحاول جاهدا إقناعي بأنه لن يحب أبدا بعد حبيبته (بنان).. فهي كانت منبع قوته ووقود جنونه وعشقه..لا أدري حتى اليوم, هل أحببته حقا أم كرهت أن تتفوق علي إحداهن في استيطان قلب رجل, فجعلت هدفي أن أحل محلها، وقد حدث.كنت أعود إلى أسرتي في كل إجازة شوقا وخوفا ورغبة وعادة, لكنني كنت أستمتع حقا بتلك الرحلة التي تخرجني من الأراضي المصرية. وأحلم في كل مرة أنني أذهب لوجهة جديدة , وجهة غامضة مشوقة. كأنني لا أعرفها. وقد ملأني الحنين لوجه أمي الذي يتلألأ فرحا حين يراني, ودموع أبي التي يحاول جاهدا إخفاءها حفظا لصورته الصامدة القوية, التي اعتاد رسمها لنا.أحببت أهلي.. لكنني لطالما حلمت بالتنصل من العيش معهم, لطالما حلمت بالحرية, بالاعتماد على النفس. كانت قناعتي الأولى أنني لن أجد هويتي الحقيقية إلا إذا اختليت بنفسي, وتعلمت من أخطائي بعيدا عن نصائح أبي ومتابعة أمي"