مخاض اللحظة تكاد تنفجر؛ تتبعثر أشلاء، نثارات الضّوء الباهت؛ المخبَّأ في الحجرات المترعَة تبيت في جوف العتمة. تتجمَّع الأشباح في الأركان، تهمهم... تتنفس أصداء الكلمات العليا... تصغي للصّوت الجاف... غليظة هي الحروف. دومًا الوجوه الصّلفة موجعة النبرات، حمم تلقى للعيون... تتلقاها بشغف وطاعة دون أن تنبس بحرف خشن، ورذاذ كسكِّين ارتشق في القلب الخرب، أحجار تلقى من الأفواه الغليظة... والوجوه الجامدة، بسمع، ولسان مبتور تتلقاها الجماجم المتحجِّرة فوق الأعناق، صم بكم، وعيون تحجَّرت باستغباء، ينتهي وابل الأحجار من الرّشق العنيف، كلٌّ يعلم مهمّته؛ سيلتقي كلّ فرد بمجموعة من الصّمِّ يلقى بدوره وابلاً من الرّذاذ يؤذي بها بعضًا من تنظيمات الخبء في حجرات التيه المهجورة، كالفراش حول غبار الضّوء، تنتشر في أروقة متحجِّرة من جسد الجهاز السِّرِّي يرفرفون. تحيا الخلايا النائمة تتدثر بشرايين الجفاء، والدّور المنوط بها، تنام أخرى في تشرنق خليَّة جديدة في بيات إلى حين!! خطوط خلف خطوط، لا أحد يلج لحجرة السّرّ الأعظم