المزييرة

ebook

By علاء محمود

cover image of المزييرة

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

"هائمة في تلك الأمسية الخريفية كروحها المثقلة بالشجن. تتحرك مبتعدة لا تعلم إلى أين تقودها قدماها بين دروب المقطم. تائهة- بإرادتها الحرة- بين الشجيرات الهالكة العارية، وبين النسمات الشفيفة الحزينة، التي تشاركها لحظات تعاستها. تتوقف منهكة بعودها النحيل كزهرة رقيقة مبللة بقطرات الندى، وتبحث بعينيها الفيروزيتين الدامعتين عن قطتها الصغيرة، التي أمست تمثل لها كل شيء في هذا العالم البارد.تجلس فوق صخرة كبيرة أشبه بقلوب البشر الجامدة، وقد أعياها البحث.تقودها قدماها دائمًا إلى ذات البقعة المهجورة، وكأن هناك شيئًا غامضًا يناديها كي تأتي ليلًا؛ لكن هذه المرة النداء كان مختلفًا، حيث حمل إليها مقاطع حروف اسمها بوضوحٍ شديد ""سارة""، ذلك الاسم الذي لا يمت لها بصلة. أين هي من السرور، وماذا تعرف عنه؟ منذ شهور زواجها الأولى لم تعد تشعر بأية مشاعر إلا التعاسة الخالصة، والحزن الدامي. لم يعد اسمها يمت لها بأي حال من الأحوال، ربما تغير إلى تلك اللفظة التي تراها تتقافز من بين نظرات كل من تراهم ""عاقر""الصوت آتٍ من التبة القريبة، من قلب تلك الفجوة المظلمة كقلب زوجها، التي كانت تظنه -لسذاجتها- مليئًا بالحب. تتحرك كالنائمة بخطوات آلية، وعقلها يُطَمْئِنُهَا أن الموت في حالتها ليس سيئًا؛ بل ربما له أبلغ الأثر في صحوة ضمير كل من ظلمها. حين يرون جثتها الضئيلة الخابية سيشعرون بالندم حقًا، وستنسكب دموعهم كالأنهار وهم يتمنون رؤيتها على قيد الحياة مجددًا. لكن لِمَ كل هذه السوداوية التي تدور في مخيلتها؟ ما ستراه بعد قليل، وينتظرها هناك ليس الموت بالتأكيد؛ بل شيء أسوأ بكثير"

المزييرة