"تُعد جريمة القرصنة من الجرائم الدولية شرط أن ترتكب في أعالي البحار أو المياه التي لا تخضع لسيادة أي دولة من الدول. كان أول ظهور لها في البحر الأبيض المتوسط في الألف الثالث قبل الميلاد.تمكن المصريون من هزيمة القراصنة، حيث تم تجهيز ولأول مرة في التاريخ أسطولاً حربياً صغيراً للقضاء على القراصنة الذين ينهبون سفن البحر الأبيض المتوسط ومدنه.ففي عام 1222 قبل الميلاد تمكن المصريين من التصدي لهجوم قرصني على دلتا نهر النيل قبل أن يخوضوا في العام 1190 قبل الميلاد أول معركة بحرية سجلها التاريخ على سواحل سوريا الحالية.عادت القرصنة لتطل بوجهها القبيح من جديد في القرن الحالي، في منطقتي البحر الأحمر وخليج عدن، نتيجة الأوضاع المتدهورة في الصومال.نشطت هذه الجريمة بين أعوام 2008، و2010 وكانت اغلبها قبالة السواحل الصومالية وخليج عدن والمحيط الهادي في منطقة شاسعة من المياه بالإضافة إلى طول السواحل الصومالية، الأمر الذي جعل من مكافحتها ليس بالأمر الهين. أضف إلى ذلك الأسباب الخارجية، التي ساعدت على انتشارها على النحو الذي سيتم طرحه لاحقاُ.وكان لتعاون القراصنة مع عصابات الجريمة المنظمة والحصول على الأسلحة والمعدات العسكرية الحديثة أبلغ الأثر في صعوبة مواجهة تلك الجريمة."