العمارة والفلك : تأثير الظواهر الفلكية على مباني الحضارات القديمة

ebook

By يحيى وزيري

cover image of العمارة والفلك : تأثير الظواهر الفلكية على مباني الحضارات القديمة

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

"ان أحد أهم أهداف هذه الدراسة هو اعادة اكتشاف وتفسير أسلوب تصميم العديد من أهم مبانى الحضارات القديمة، الى جانب اظهار أنه توجد العديد من الأفكار ذات المنشأ الواحد والتى تم تطبيقها فى مبانى هذه الحضارات، وان اختلف أسلوب التطبيق من الناحية الشكلية أو الظاهرية. وفى ذلك المجال نجد أن من أهم الأفكار التى سرت فى أوصال هذه الحضارات، هى فكرة ربط مبانى الأرض بأجرام السماء، من أجل تحقيق العديد من الأهداف الوظيفية كالحصول على تقويم زمنى ثابت ودقيق، يخدم هذه المجتمعات التى كانت تعتمد على الزراعة بصفة أساسية فى حياتها، أو من أجل التعبير أوالاحتفال بفكرة دينية أو عقائدية معينة، ترتبط بدورات فلكية خاصة بكل حضارة او مجتمع من هذه المجتمعات القديمة. ان فكرة الربط بين تصميم المبانى القديمة ببعض الظواهر الفلكية التى ترتبط بالحركة الظاهرية لكل من الشمس والقمر، على وجه الخصوص، أو ببعض الكواكب الأخرى التى كانت يمكن ان ترى بالعين المجردة، ربما كانت موجودة بطريقة لافتة للنظر فى كل المبانى القديمة بدءا من العصر الحجرى الحديث، مما يجعل النظرة التقليدية لهذه المبانى تختلف وتصبح أكثر عمقا، حيث كانت هذه النظرة تركز على ضخامة هذه المبانى (الشكل الخارجى) دون النظر الى أسلوب تصميمها (ماوراء الشكل)، والذى كان فى كثير من الأحيان يرتبط بظاهرة فلكية معينة. ان هذه الدراسة تحاول أن تعطى رؤية جديدة لمبانى الحضارات القديمة، والتى لم تكن مرتبطة فقط ببيئة المكان أو بالموقع المحلى، بل تخطت بيئة الأرض لترتبط بالسماء حتى يمكن وصفها بحق بأنها كانت ""عمائر كونية أو فلكية""، وهو مايظهر أن القدماء كان ارتباطهم بأجرام السماء وبالحركات الظاهرية للنجوم والكواكب، أكبر بكثير من اهتمامات الانسان المعاصر والذى وجه جل اهتمامه لكل ماهو صناعى، وهو ماانعكس بالطبع على أسلوب تصميم المباني والعمائر الحديثة. ان دراسة العلاقة بين ""العمارة والفلك"" أو ""تأثير الظواهر الفلكية على مبانى الحضارات القديمة""، يعتبر من الموضوعات الحديثة نسبيا، ونظرا لأهميته فقد أصبح فرعا من فروع علم الفلك ويعرف باسم ""علم الفلك المعمارى"" أو ""علم الفلك الأثرى""، والذى نشأت جذوره الأولى على استحياء فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ونظرا الى قلة معرفة الكثيرين بموضوعات وأهداف هذا العلم، حتى من بين المتخصصين أنفسهم فى مجال العمارة أو الآثار، فكان لابد من القاء الضوء على هذا العلم من خلال الدراسات التى أجريت على العديد من مبانى الحضارات القديمة فى كل أنحاء العالم سواء أكان القديم أم الجديد، والتى أوردناها فى فصول الكتاب السبعة."

العمارة والفلك : تأثير الظواهر الفلكية على مباني الحضارات القديمة