"في السنوات الأخيرة طرأت تطورات كبيرة على الساحة الرياضية على مستوى العالم؛ مما جعلها محط أنظار العالم بأسره، من خلال التغطية الهائلة لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها، فقد خصصت لها تلك الوسائل لا سيما الرياضية منها حيزًا واسعًا، ومن ثم أصبحت الرياضة العالمية أكثر تعقيدًا من ذي قبل خاصة بعد أن تم استخدامها كوسيلة دعائية وأداة لإظهار التفوق المادي والاقتصادي والعسكري والثقافي للنظم السياسية واحدة على الأخرى، بالإضافة إلى استخدامها كأداة لمنح الاعتراف الدبلوماسي، كما أصبحت الأحداث الرياضية الكبرى واحدة من أكثر الوسائل شيوعًا للدول الحديثة؛ لتحقيق العديد من طموحاتها الكبيرة باعتبارها دلالة على نجاح تلك الدولة القومية على الساحة الدولية.ولقد انعكست تلك الأهمية السياسية للرياضة داخليًا وخارجيًا بشكل كبير على الصحافة الرياضية، التي أصبحت تعد إحدى الأدوات المستخدمة على الساحة السياسية، التي يتم استخدامها من قبل الأنظمة الحاكمة لعدة أغراض: إما لإلهاء شعوبها عن مشكلاتهم المجتمعية، أو للسيطرة على عقول الشباب من خلال الرياضة، وذلك من خلال الاتجاه نحو تسيس المضمون الرياضي المقدم بناءً على الأهداف المطلوبة، وهو ما يؤثر سلبًا على مستقبل الصحافة الرياضية وأدوارها تجاه المجتمع. وبالإضافة إلى ما تتمتع به الرياضة من أهمية سياسية، أصبحت صناعة بحاجة إلى استثمار رؤوس أموال ضخمة، إذ أصبح من المتعذر على الصحافة الرياضية تغطية فعاليات الحياة الرياضية بمعزل عن أساسها الرياضي المادي، فأصبح للرياضة جانبها التجاري البارز الذي يزداد أو يقل أهميته من مجتمع إلى آخر وفقًا للنظام السياسي والاقتصادي السائد، وبالتالي فإن الرياضة أصبحت تجارة رابحة، مما جعل هناك تنامي في إقبال الشركات الكبيرة على رعاية بعض الأندية الرياضة وبعض اللاعبين المشاهير نظرًا إلى ما يجنوه من أموال كثيرة من وراء هذه الاستثمارات."