منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م والعلاقة بين الولايات المتحدة والتياراتالإسلامية - بالجملة - أقل ما يمكن أن توصف به أنها علاقات عدائية، ومع وجود أنظمةحاكمة تحافظ على المصالح الأمريكية لم يكن هناك ما يدفع الإدارة الأمريكية للدخول فيحوارات مع هذه الحركات.ولكن هذه الصورة النمطية تبدلت مع ما أثمره ما اصُطلح على تسميته بثورات الربيعالعربي - التي اجتاحت المنطقة بدءاً بتونس في 17 ديسمبر 2010م - من حزمة تغييراتجذرية في دول الثورات، والتي تتمثل في إسقاط رؤوس أنظمة الحكم التي كانت تحافظعلى المصالح الأمريكية، وفتح باب السياسة أمام كل القوى الفاعلة بعد مرحلة طويلة منالحكم السلطوي، وظهور القوى الإسلامية وتصدُّرها المشهد في عدد من تلك الدول، ويأتيحضور القوى السلفية في دول الربيع العربي )التي نجحت في إزاحة رؤوس الأنظمة والتيمازالت تكافح لإزاحتها أو لتغيير النظم القديمة ذاتها(؛ يأتي ليمثل دافعاً للإدارة الأمريكيةبفتح قنوات للتواصل مع التيارات الإسلامية بعمومها، وخاصة السلفية منها