" إن الإعلام لا يعني بالطبع الشكل والرسالة فحسب. ولذلك، فإن الدراسات الإعلامية أيضًا قد تشمل تفسيرًا للتأثير أو الأثر الذي تخلفه رسائل الإعلام في المجتمع بشكل عام أو في أفرد الجمهور. وقد ننظر إلى الأسلوب الذي ينتهجه المنتجون في عملهم وكيفية تنظيمهم وتمويلهم لأنشطتهم. ومن الجدير بالذكر، أن مجال الدراسات الإعلامية يتناول أيضًا أهمية الإعلام في المجتمع ،كما يثير بدوره تحديًا لتناول قضايا اجتماعية ذات أهمية أكبر. وعلاوةً على ذلك، كما سوف نوضح فيما بعد، فإن المجتمع الحديث لا يمكن تصوره بدون إعلام! وهذه الدراسات تقودنا للتفكير في الإعلام في هذا السياق.ويُشير مصطلح السياق بشكل عام، إلى البيئة المحيطة بشيء ما. ونقصد هنا بذلك وضع نتاج الإعلام ومؤسساته وجمهوره وممارساته وسياساته وما إلى ذلك ،في مقابل مظاهر المجتمع ذات الصلة بالطرق المحتملة للتعريف بتلك المظاهر. وإذا تحدثنا عن السياق، فإن ذلك يعني اهتمامنا بالطريقة التي تنتظم بها المجتمعات ،وتغرس من خلالها الأفكار وتُقبل وتنتشر داخل المجتمعات، وكيف يتم تضمين اللغات التي نستخدمها والتأثير على هذه الأفكار وكذلك على مؤسسات المجتمع. ونشير بكلمة ""اللغات"" بصيغة الجمع هنا إشارةً إلى الطرق المختلفة التي نتحدث من خلالها مع الأفراد في مجتمعنا (العامية أو اللكنة أو اللغة الدارجة) من ناحية، والأسلوب الذي ""تتحدث"" به وسائل الإعلام، من ناحية أخرى. وإذا افترضنا أن الإعلام بكافة صوره ""يتحدث"" فإنه من الضروري التعامل مع الصور والأصوات والتصميمات والأشكال ذات الصلة بالإعلام ؛حيث يشكلون جزءً لا يتجزأ من معدات الاتصال."