دخل التلفزيون إلى بيوتنا عنوة دون استئذان أو موعد سابق، جاءنا كزائر غريب، فاستقبلناه بحفاوة بالغة، وهيأنا له مكانا عاليا في المقدمة، ليبدأ رحلته معنا، أو نبدأ رحلتنا معه، وليصبح ومنذ الوهلة الأولى الصديق الأثير، والأكثر حظوة، سرق أبصارنا وآذاننا، منصتين له، حتى بات الواحد منا، وحين يريد التحدث، ولو بالهمس يلاقي رفض الجالسين، فلم تعد للجدات حكايا، ولا للآباء وصايا، فهو الرائي والمعلم الوحيد الذي نلتف حوله.صديقنا هذا غير طباعه، وصفاته، وشكله، وألوانه، فلم يعد على هيأته التي اعتدنا رؤيته عليها، وبدأنا نشاركه الحديث، نتفاعل معه ويتفاعل، وأصبح بإمكاننا أن نطلب منه ما نريد، ويأخذنا إلى ما نبتغيه، ليطوف كل واحد منا في عوالمه الخاصة.