"تُعد قضية الإرهاب، والظواهر المختلفة المرتبطة بها من تشدد وعنف وتطرف، وحسب جُل الدراسات والكتابات، السياسية والاجتماعية منها بالأخص، والتي أنتجها نخبة متميزة من الباحثين والباحثات، واحدة من بين أبرز التحديات والمخاطر التي تواجهها مصر، والمنطقة العربية، بل لقد تمددت تلك الظاهرة لتمثل خطرًا يواجه العالم بأسره، يتحداه ويهدد أمنه وسلامه ويزعزع استقراره، في ظل لحظة عالمية راهنة، تتميز باشتباكات سياسية وتداخلات اقتصادية وتغيرات اجتماعية- ثقافية، مركبة وكثيرة ومعقدة. لقد بات الإرهاب يطل علينا من كل مكان وفي كثير من الأوقات سواء بإنذار مبكر أو دون سابق إنذار، حتى أنه لا يكاد يمر بنا أسبوع أو شهر على الأكثر وإلا تقع حادثة إرهابية كبيرة هنا أو هناك لتخلف ورائها الكثير من الضحايا البشرية والخسائر المادية، بما يؤثر على مجمل الأوضاع المجتمعية، حيث تؤدي الحوادث الإرهابية - ضمن آثارها الكثيرة والمتعددة - إلى زعزعة الاستقرار الأمني وتهديد السلام المجتمعي ونشر مشاعر الخوف والقلق والاضطراب بين المواطنين، وبالتالي يؤدى الى تأخر تنفيذ خطط التنمية، وضعف الوضع الاقتصادي وهروب الاستثمارات إلى الخارج وعدم قدوم مستثمرين جدد، وغير ذلك الكثير من النتائج والتبعات المجتمعية."