الإحتياطي

ebook

By زكريا عبد الجواد

cover image of الإحتياطي

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

لم أصل إلى عنبر سجن الحضرة, إلا بعد أن مررت بحفل إستقبال سخي, كرابيج من جلود العفاريت, وشوم اسطوانية وأسلاك مفتولة, تشريفة انتظرتني, لتقدم واجب الترحيب بالعائد, الذي لم يحتمل الحياة خارج محبسه لأكثر من ساعات معدودة. ما أن عبرت بوابة سور السجن, متخذا مسارا يقودني فيه جندي له جسد هزيل, ويطغى مشهد أسنانه العريضة على معظم ملامحه, حتى وجدت صفين من الرجال يقفون على جانبي الطريق المؤدي إلى باب العنبر, يطلقون ضحكات متناغمة, ثم يهوي أولهم بسوطه على ظهري, فينهال الثاني بعصاه على ساقي, ويلحق به الثالث, بينما تحفزت سياط وعصي أخرى, انهرت ولم أشعر بنفسي إلا وقد تكورت على الأرض, أصيح مستغيثا من حرقة الألم, لكن أرجلهم اندفعت تركل كل جزء في جسمي, وراح بعضهم يطلق صيحة مرعبة وهو يتقافز في الهواء, ثم يهبط بحذائه فوق ظهري الممدد على أرض مدخل السجن. انتشاء باذخ كان يستمد إلتذاذه من درجة انكسار الضحية, ها هو نفس الحفل الذي نصب لي في أول مرة,

الإحتياطي