"والدتها, لا تزال نائمة فى الفراندة المطلة على الحوش زوجها فى مأمورية عسكرية. و لا احد غيرهما فى هذا المنزل الشاسع, سوى الخدم الذين ينامون فى غرف بعيدة عن المبنى الداخلى.فركت عيناها فى ذهول و كأنها لا تصدق!! رن جرس الهاتف كثيرا بالامس فى تمام الساعة الحادية عشر مساء.نهضات فى سرعة تترنح بين النعاس و اليقظة, لاكنه توقف عن الرنين حين وصولها اليه. رجعت الى فراشها و قد تيقنت انه هو: محمود و ليس غيره.كان قد تحدث اليها قبل ثلاثة اسابيع. كانت خطوت الهاتف رديئة جدا كالعادة.اخبرته انها ستسافر لزيارة والدتها المريضة, وانها ستمكث فى قريتهم فى اقصى الشمال عند ضفاف النيل لمدة اسبوعين حتى تستطيع اداء واجبات العزاء, و تهانى الافراح لاهلها هناك. قال مشاغبا: - اذا : فانانى موقوف عن الحديث معك لمدة اسبوعين: يعنى قرنين من الزمان.ضحكت و قالت: - عليك بالصبر."