في منتصف شهر أكتوبر من عام 2014 كان الطقس يتأرجح بين الحرارة والبرودة مودعا الصيف ومقبلا نحو الشتاء.. وكانت الأجواء ملتهبة بعد صلاة الجمعة في شارع فيصل.. حشد الإخوان مظاهرة اقتربت من ألف شخص.. هذه المرة استطاعوا استغلال تجمعات صلاة الجمعة لحشد أنصارهم على خلاف الأسابيع الماضية التي كانت المظاهرات فيها لا تتعدى أربعمائة شخص.. استطاع المتظاهرون الوصول إلى كشك المرور في أول الشارع وأشعلوا فيه النيران.. واضطر ضابط المرور ومن معه إلى إخلاء المكان، وعلى الفور وصلت قوات الأمن المركزي وحاولت تفريق المتظاهرين بالمياه، لكن المتظاهرين واصلوا تقدمهم وتقهقرت قوات الأمن قليلا بعد أن بدأ بعض الشباب في إشعال الشماريخ ورميها ورمي الطوب على قوات الأمن، وازداد اشتعال كشك المرور وبعض السيارت حوله ويعلو هتاف المتظاهرين على غرار "ثوار أحرار حنكمل المشوار" و"يسقط حكم العسكر" مع إشارات رابعة التي يرفعونها بأكفهم، وبلوحات رسموها باللون الأصفر كما اعتادوا، وأيضا صور الرئيس المعزول محمد مرسي، ولوحات مكتوب عليها الشرعية.. كان عليّ مراد الشاب ذو الثلاثين من عمره يقوم بتصوير ما يجرى حوله بالكاميرا الفوتوغرافيا الخاصة به، وهو يسير جانبا على بعد أمتار من المظاهرة، مرتديا تى شيرت وجينز وكوتشي، وقد انضم عليّ إلى المظاهرة بصحبة صديقه عاطف عبد العزيز المتعاطف مع الإخوان..