يمكن تعريف الألغاز الشعبية بأنها تلك الجمل التي تُلغز الكلام، أي: تُخفي مراده ولا تُبيِّنه.,وتعتبر الألغاز أحد روافد الأدب الشعبي الموروث في أي بلد من البلدان، وبالتالي فهي شكل من أشكال الثقافة الترفيهية التربوية، المتسمة بالابتكار لقهر الواقع الذي عادة ما يتّصف بالنمطية والجهد المضني.,ولغة الألغاز هي الحكي والحوار، أي لغة تعبيرية عن المكنونات الداخلية للأفراد، تنطلق من العجز في عدم تحقيق الآمال، أو الإحساس بالإحباط أو حالات الفرح، أو الشعور بالنشوة أو الرضا الذاتي، وغيرها من الأمور التي جعلت الوسائل التعبيرية تخلق جوًّا من المتعة والحرية من كل قيد، فكانت الحكايات الشعبية والأمثال والطرائف والألغاز وسائل لتحقيق ذلك.,والألغاز الشعبية باعتبارها سؤالًا وجوابًا، فإن دورها تعليمي يعتمد على تنشيط القدرات العقلية للأفراد، كالفهم والذكاء وقدرة الاستيعاب والتركيز والتأمل؛ مما يساعد على اكتساب الشخصية المتوازنة الهادئة، ذات القدرات والإمكانيات الكبيرة في البحث والاكتشاف.,واللغز ذو دلالة اجتماعية خاصة، يساهم في توثيق الصلات الاجتماعية بين الناس، وهو وسيلة من وسائل التباري الذهني بينهم.,ويعتمد اللغز على السجع والجمل القصيرة الخفيفة، ومثل هذه الصفات تسهل تداوله بين الناس بكل سهولة، فيحفظونه ويشيعونه بين المتلقين.,وتعتبر الألغاز الشعبية الجزائرية تراثًا شفويًّا عامًّا، تتناقله الأجيال عبر العصور، وهي أيضًا عامل للحفاظ على الشخصية الوطنية لما تحتويه من ملامح وصفات، تجسدت في هذا الثراء ذي التنوع الفكري من خلال أشكال الوعي التربوي والمعرفي في تكوين الأجيال واتساع أشكال التواصل.