يحس المرء، وهو يقرأ كتاب "مكان تحت الشمس" لزعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، أن الرجل، جمع أوراق التطرف، من جميع أطرافها، ووضعها في ملف، تأبطه إلى طاولة المزايدات، سعياً لبلوغ قمة هرم السلطة.,لقد لملم نتياهو غوغاء التاريخ اليهودي، أفتأت على الحقائق، وطوع الجغرافيا، وشكل من كل ذلك جسراً، لخوض الزحام، تشرئب عنقه نحو بريق الحكم، دونما وازع من الخلاقيات الأمانة العلمية والتاريخية، فالغاية عنده تبرر الوسيلة.,كانت "الكارثة" أول محطات نتياهو لينطلق منها إلى قناتين مما يسمى مسيرة الشعب اليهودي:,- الأولى: وهي البكاء على الاطلال، وتتصل بمأساة الشعب اليهودي، ابان الحكم النازي، وهي مخصصة لكسب تعاطف الشعوب الأخرى، وابتزاز حكومتها، باعتبارها مسؤولة عن المأساة الكارثة دونما التفات إلى عنصر التقادم.,- الثانية: وترتكز إلى قدرة العنصر اليهودي على النهوض من تحت الانقاض، ذلك أن "الأفران" التي احرقت اجساد اليهود، لم تكن قادرة على اخماد روح الارادة اليهودية، وفي ذلك اشارة واضحة إلى "تميز" شعب الله المختار، الذي فصل لان يكون السيد المطاع، وما عداه خدماً.,على أن تعامل نتنياهو، مع موضوع الكارثة يدخل في باب الاسقاط، ذلك أن الشعب العربي عموماً، والفلسطيني خصوصاً، ليس لهم أي علاقة، لا من قريب ولا من بعيد فيما يسمى بالكارثة.,أحقية اليهود في أرض فلسطين، أخذت من نتنياهو جهداً كبيراً، من خلال خلط أوراق التاريخ والجغرافيا والتوراة والتلمود، ومستنداً في ذلك إلى شهادات صهيونية أو مشاعية للصهيونية، أصحابها كانوا ذات يوم من سدنة الاستعنار، الذي وجدوا في اليهود وسيلة لتحقيق الاهداف الاستعمارية مقابل الثمن.