مستويات اللغة السردية في الرواية العربية

ebook

By ماجد عبد الله القيسي

cover image of مستويات اللغة السردية في الرواية العربية

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

إِنَّ القناعة التي ينطلق منها الناقد تصوغ بالتالي رؤيته البحثية والنقدية، وهي تتجسد بشكل واضح في مفهومه للغة السردية التي تتشكل عبر أنماط ومستويات متداخلة، ويخلق بعض مستوياتها صوتيًا وتركيبيًا ويسعى بعضها الآخر لإنتاج نفسه ايدولوجيًا ويذهب الآخر إلى مستويات التأثير البصري والنفسي، وهكذا تعيد اللغة السردية أو تبني كيانها. ومن هنا سيواجه القارئ تأسيسًا حصيفًا لمفهوم جديد، أعني الجدة في لملمة هذهِ المستويات تحت مستوى واحد هي اللغة السردية التي جمع فيها اللغة الشعرية إلى تناس إلى الرمز والأسطورة منتقلاً إلى الخطاب السياسي ثم اللغة السينمية إضاءة ومونتاجًا وتوليفًا منتهيًا بالصورة بوصفها نمطًا كتابيًا، وبذلك سيتحقق للقارئ أَنَّ اللغة السردية بكل مستوياتها تعمل دفعة واحدة ولا مجال لتأثير بعض أنماطها من دون الآخر، إلى ابعد من ذلك يشير الناقد إشارة مهمة إلى التلازم الذي حدث بين تطوير تقانات السرد ولغته، إذ أصبحت اللغة التقليدية، نمطًا غير مقبول في الرواية لفرط الانغماس في واقعية مقيتة، وكذلك للحركة التي حدثت في المجتمع ولاسيما في ستينات القرن العشرين، هذهِ الحركة كانت سياسية، وثقافية، واجتماعية عملت على إزاحة اللغة التقليدية في الرواية..، وهو ما يعني أَنَّ اللغة السردية تتواصل في اجتراح بنياتها وبناء ذاتها تواصلاً مع حركة المتجمع الثقافية بمفهومها الأوسع؛ لأَنَّ اللغة ببساطة بنية اجتماعية في الحدود الواسعة لهذا المفهوم. كيف نظر الناقد إلى اللغة الشعرية في السرد؟ مثل السؤال أراه مهمًا وذلك لأَنَّ القارئ سبني من خلاله تصوراته عن تصورات الناقد نفسه، يقول: إِنَّ طبيعة اللغة الشعرية في الراوية تتحقق في استنفار الهم الذاتي وبلورة هذا الهم ضمن زاوية تحقيق وشيء يمكن أنْ يوفر نوعًا من الأمان للشخصية وهي تعيش حالة الانفلات من سطوة الجماعية إلى حالة من التوحد النفسي مما يجعل هذهِ اللغة تصطبغ بصبغة الفردية، وفي لغة التناص أيًا كانت من القُرآن الكريم، أو الأمثال نمطًا من التوازن الفكري والنفسي ليعيد أو ليطرح بديلاً عن حالة الاستلاب التي يعانيها المثقف بل الفرد العراقي، أَمّا للغة الرمزية، فقد شخصها الناقد بوصفها.. نابعة من محاولة المبدع الوصول إلى أقصى ما يمكن لرصد حالة الكبت الذي عاناه الفرد العربي وخاصة في مدة الستينيات وهو بذلك يربط دائمًا بين تطور الرواية ومحيطها الاجتماعي ويصح التوصيف على المباحث التي خصصها الناقد لدراسة اللغة بمستوى الخطاب السياسي والتراثي وغيره، منتهيًا إلى اللغة السينمائية.

مستويات اللغة السردية في الرواية العربية