المساجد: شاهد عيان على تطور فن العمارة الإسلامية,,أرسل الله تعالى الرسالة المحمدية مع نبيه مصطفاه محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم, هذه الرسالة التي قامت على أركان خمسة, يجب أن يقوم بها كل مسلم صحيح الإسلام والاعتقاد, وليكون دينه قويماً, وعماد هذه الفروض هى الصلاة, التي اقترنت منذ بدء العهد الإسلامي بالمسجد.,,ذلك المبنى الذي يؤسس خصيصاً لتقام فيه الصلاة, ليس هذا فحسب بل لعب هذا الكيان دور جوهري في التاريخ الإسلامي كمركز للحكم والإرادة والدعوة والتشاور, ومحلاً للقضاء والإفتاء والعلم والإعلام, وغير ذلك من أمور الدين والدولة, ومن ثم علت منزلة المسجد عند المسلمين, وربما كانت بداية ظهور هده المكانة بعد المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.,هذا المسجد الذي خطط له بحيث يناسب تصميمه إقامة شعائر الصلاة بصفة خاصة, ومن ثم صار تصميمه أساساً لتصميم المساجد الجامعة التي كانت تقام فيها صلاة الجمعة, بالإضافة إلى الصلوات الخمس, ثم توسعت المهام ليكون بعد ذلك مقراً للحكم والإرادة, ومكاناً لتلقي العلم الديني يحج إليه كل طلاب العلوم الشرعية, وظل هذا الحال مستمراً في عهد الخلافة الراشدة وما بعدها, حتى غشيت المسلمين عصور الظلام والجهل, فاقتصرت رسالة المسجد على أداء الصلاة, وفي أحسن الأحوال إقامة الدروس, بينما نجد النواة الأولى للجامعات الإسلامية العريقة في عواصم العالم ومدنه الكبرى مثل المدينة, ومكة, وبغداد, ودمشق, والقاهرة, والقيروان, وغيرها كانت في المسجد.,