
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
اسحق شامير، لم يكن ذات يوم شخصية زئبقية، على نحو شمعون بيرس أو اسحق رابين، وغيرهما من قادة الصهيونية، وهو لم يكن حربائيا يغير لونه، بما يتوافق مع الأحداث، فقد كان وما زال وسيبقى إلى أن يطويه التراب، ممسكا بأهداب العقلية الصهيونية،التي لا تتزحزح قيد أنملة، عن الأهداف والرؤى التي وضعها قادة صهيون الأوائل، يؤمن بأن الخط المستقيم هو أقصر الطرق، دونما اكتراث بغضب أحد، أو فرح آخر، فالقضية عنده محسومة، وموقفه ثابت وراسخ، وهو لا يجيد فن الممكن في الدبلوماسية، حتى في مواجهة صناع إسرائيل في الغرب والشرق.,شعرنا وفي وقت متأخر جداً، كم كان أنور السادات صادقاًومتنوراً، وهو يفضل التفاوض مع الطرف الأكثر تشدداً وقسوة في القيادة الإسرائيلية، ونضيف هنا من عندنا، إن الحديث عن هؤلاء لا يخرج عن سياق معادلة 1+1=2.,من وجهة نظرنا كعرب، ليس هناك من هو أجرأ على الباطل من اسحق شامير، فقد زايد على مناحيم بيغن، في مسألة السلام مع مصر، وهما الإسرائيليان، الأكثر ارهاباً من بين الشخصيات الصهيونية.,ولا ينكر شامير اقترافه لعمليات الارهاب، ويعتبرها أعمالاً وطنية، في حين يفرغ عمليات المقاومة اتلفلسطينية من محتواها الوطني، على الرغم من أنها لا تقارن بما فعلته أيدي الارهاب الصهيونية، وربما كان مبعث ذلك إيمان شامير بتميز الشعب اليهودي، وأحقيته في أرض الميعاد، دون أن يلقي بالاً لمعاناة ملايين الفلسطينيين الذين شردوا من وطنهم.