
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
مازال الجدل مستمرا حول ما يعرف بالأدب النسوي ومشروعية هذا المصطلح النقدي، بين مؤيد يرى أن كتابة المرأة تختلف في منابعها وأبعادها وتفصيلاتها عما يكتبه الرجل لاختلاف الهموم والأفكار - في معظم الأحيان - فتجربة الحمل والولادة تجربة خاصة بالمرأة كما أن علاقة المرأة بالرجل وعلاقتها بأبنائها . ,,هذا المناخ النفسي الذي يسود حياتها لا يتطابق مع المناخ النفسي الذي يحياه الرجل ، ومن ثم تحزب أنصار هذا الرأي لمصطلح الأدب النسوي الذي أخذ في الظهور من خلال كتابات الروائية الإنجليزية " فرجينيا وولف " ، فقد طرحت هذه القضية في كتابها الشهير " غرفة خاصة " أو " غرفة تخص المرء وحده " ., ثم جاءت الكاتبة الفرنسية "سيمون دي بوفوار" لتعيد وتؤكد هذه الإشكالية في كتابها " الجنس الثالث " ، وتوالت الكتابات في الأدب والنقد ، غرباً وشرقاً تتناول كتابات المرأة - في معظمها - باعتبارها إبداعاً مغايرًا له خصوصيته وملامحه الخاصة .,وعلى النقيض تماماً جاء من يعارض هذا الاتجاه ، بل وينفيه منطلقاً من أن الأدب إنساني لا يخضع لمثل هذا التقسيم، حيث الإبداع إنساني عام يتكئ على هموم وآلام وطموحات ينصهر فيها الإنسان في أنحاء العالم المختلفة باعتبار أن الآلام والهموم والآمال و الطموحات والمشاعر والأحاسيس، كل ذلك وغيره من منابع الكتابة - عملية مشتركة - تخضع لها المرأة مثل الرجل., ومن ثم ينطلق الإبداع الأدبي في القصة والشعر والرواية والمسرح والمقالة من قواسم مشتركة لا تفرق بين الكاتب الرجل والكاتبة المرأة ، بل إن كثيرًا من المبدعات يعارضن مفهوم الأدب النسوي إذ يصنف إبداعهن في مرتبة إبداعية أقل من الرجل، ويطالبن بأن يتم التعامل مع كتابتهن بالصيغة نفسها التي يتم بها التعامل مع ما يكتبه الرجل ، وفي هذا الرأي نوع من الندية ، وفي كثير من الندوات الأدبية – دافع معظم الكاتبات عن هذا الرأي ، بل واتهموا بعض النقاد من الرجال بأنهم يحاولون وضع إبداعهن الأدبي في مرتبة أقل، وبهذا يصل بنا الطريق إلى اللاحسم في هذه القضية ، بل نحن أمام وجهات نظر متعارضة ومتباينة ، وهذا شأن كثير من القضايا الأدبية والنقدية .,