عندما تكون الأجواء عندنا غائمةً، تتطاير الأكياس البلاستيكية في كل مكان. أحيانًا أجلس خارج الكوخ، أُتابعُ الرمال وهي تموج وسط الدوامات. أراقب الفضاء وهو يتحوَّل إلى اللون البني المائل للاصفرار، والشمس وهي كامدة ومُشتَّتة وسط تراب الدوامة الأصفر. الأحذية باهتة أسفل طبقة من تراب يلسع الأعين، ويُحدثُ صريرًا بين حوافر الخيول. فيتململ كل القطيع، وتتضاعف أعباء الراعي المتذمر، فيضطر إلى فصل الفرس وصغارها عن باقي الخيول.,عندما تكون الأجواء عندنا غائمةً، يتوقف العمل، وتكاد الرؤية تنعدم، وأُوشكُ أن أُصاب بالاختناق، أو أضلَّ طريق العودة. أجلسُ على يمين مدخل البيت، وأقولُ لنفسي: كيف كان الأمر في الماضي، عندما لم تكن هناك أكياس بلاستيكية، ولم تكن أُسرٌ مِثلنا تمتلك سكينًا واحدًا يستحق أن يطلق عليه كلمة "سكين"، عندما لم تتمكن أُسرٌ مِثلنا من تحسين مواردها ببيع البسكويت والسجائر. ماذا كان يصنع أبي عندما يضلُّ أحدهم طريقه، ويتوقف عندنا؟! صار هذا يحدث كثيرًا في الأيام الأخيرة.,