فاجأتنا الألفية الثالثة بانفلات العولمة من عقالها تقودنا إلى بداية طريق مجهول تتهاوى فيه النظم والأفكار بين غمضة عين وانتباهتها؛ لتفسح الطريق للوضعية العلمية والصلف الفكري النفعي. غير عابئة بالثقافات والسلوكيات والأخلاقيات، وكأنما هي نهاية التاريخ أو رحلة إلى الهاوية.,وقد ذهب البعض إلى أن ذلك هو الشر المستطير الذي يجب أن نغلق في وجهه النوافذ والأبواب، والبعض رأى أن العولمة واقع يجب أن نتعامل معه بحذر وحرص شديدين بحيث لا نسمح لها باقتلاعنا من جذورنا وطمس هويتنا، كل ما في الأمر أنه يجب عليها أن نتسلح لنعرف كيف نتعامل معها، وننتقي أحسن ما لديها، وما نحن بحاجة حقيقية إليه ولا نقدر عليه.,ولا شك أنها رياح تكاد تعصف بالأيولوجيات والأعراق، تستدعي استخدام العقول لفهم الواقع ودراسة الأحداث والتفاعل معها، وليس الاكتفاء بدور المتفرج الذي لا يملك من أمر نفسه حولاً ولا قوة.